أنا الباحث عني .. التائه مني .. أغوص دهاليس أعماقي باحثاً عني .. عن شيء يشبهني .. عن شيء بإمكانه أن يدلني سبل الوصول إليَ .. عن شيء غيبته ضوضائية الأشواق والغيابات .. غيبته ضوضائية السياسة وضياع وطن عراه أبنائه .. أنا الطارق أبوب السماء كل مساء أدعوا ربي أن يلهمني السبيل لألملم ما تشطر مني وتجزء عني ونفخني في الرياح .. أنا التائه في وطن أثخن بالجراح تلو الجراح تلو الجراح .. وأنا أبن المدينة "الحالمة : تعز" هكذا يسميها من لقبوا ولا زالوا يلقبوا بالزعماء .. أنا الثائر المهتاج المتمرد على كل شرائع الإنسان .. أنا الكافر بمنطق الأسلاف .. أنا المسلم .. "المسلم فقط" .. المؤمن بالله رباً واحداً ليس من إله سواه .. والمؤمن بـ محمد رسولاً ونبياً ونذيراً وبشيراً وخاتماً .. وأنا واحداً شاهد أنه قد بلغ الرسالة وأتمها على أحسن الأحوال .. وأنا المؤمن بأرتضاء الله خير الرضاء لذلك الإتمام .. أنا المسلم اللا مؤمن بالمذهبية سنية سميت أو شيعة أوسمت حد ماعنيت به وأنتهت إليه .. أنا أبن هذه الحياة المغرورق بالعروبة حتى النخاع - عربي شرقي "يمني" .. أنا المنبثق من رحم الحياة وتمحصاتها .. وأنا المخروم الذاكرة .. والموهوم بالمستحيلات رغم ما أمتلأني من الإحباط واليأس والتمزق والشتات .. أنا ما أكاد أجدني بين أبجدية صرت ما أجيد صياغة ما يعتريني في كثير من الأوقات الحروف تتطاير على أمتداد الكون بطوله وعرضه وعمقه وأتساعه .. أنا صرت ما أفهمني .. هكذا أصبحت أجدني .. هذه خلاصتي حتى الآن .. فقط أحاول البحث عني هنا على صفحات الكترونية ربما أجدني بين حروف متناثرة أو ملقي تحت ضلال خاطرة .. لذلك لا زلت أذخر بعض من أمل أني مهما تهت وتمزقت وتشطرت وعرتني الحياة أرتشف من رمق الأمل .. وسأجدني سأجدني مهما طالت وأرتحلت بي العبرات والزفرات والشهقات والتنهدات .. !!